أنتهت منال واجباتها اليوميه .. توجهت نحو شرفة غرفتها التي تطل على الحديقة , نظرت إلى الأزهار و الرياحين و العصافير و هي تنقل من غضن إلى غضن فرحت منال من منظر الحديقة .
نزلت إلى الحديقة ..هرولت بين الأشجار و كأنها عصفور يرفرف بجناحيه .
توقفت منال فجأة , و لفت انتباهها منظر غريب خمس من الفتيات الصغار بأثواب جميلة زاهية ووجوة كفلقة قمر يقفن في وسط الحديقة .
أقتربت منال من الفتيات قليلا ... قليلا .. خطوة ...خطوة ... و لكن ياللعجب !! كلما اقتربت منال خطوة ابتعدن عنها خطوات .
هرولت منال نحوهن , أخذت تصيح بصوت عال انتظرنني ... أنتظرنني .. لا تبتعدن عني , أريد أن ألعب معكن ... أنا أحبكن ...! و لكن الفتيات إستمرن في الابتعاد عن منال ...!
توقفت منال عن الجري ... أخذت تبكي " أهئ ..أهئ .." لماذا لا تنتظروني ؟ أنا فتاه طيبة أحبكن "أهئ ..أهئ.." أصلي كل يوم .. "أهئ .. أهئ .." و ألبس الحجاب مثلكن " أهئ ..." .
أقتربت إحدى هن منها و كأنها ملاك صغيرة , و قالت لها :
منال نحن لا نبغضك نحن نحبك , و لكن إحدى صديفاتنا تخاصمك ...!
رفعت منال رأسها .. مسحت دموعها , ابتسمت في وجة الفتاة و قالت : تخاصمني لماذا ؟
الفتاة : لا نك لا تهتمي بها مطلقا , فمتى ماجائت لزيارتك أعرضت عنها ..
منال : و لكني لم أرها الا اليوم , فأي أتت إلي و لم أحسن أستقبالها ؟؟
الفتاة : إنها تزورك كل يوم مع اذان الفجر فتجدك نائمة , و كلما حاولت ايقاظك أعرضت عنها و قلت لها دعيني أنام و سوف أصلي فيها بعد أنها صلاة الفجر يا عزيزتي .
احمرت وجنتا منال خجلا و طأطأت برأسها نحو الأرض و انهمرت من عينيها دمعتان و تذكرت فما أكثر ماحاولت أمها ايقاظها لإقامة الصلاة ...
وهي ترفض القيام و تسستسلم لسلطان النوم ..
و هكذا كلما اقتربت خطوة نحو الفتيات اقتربن منها عشر خطوات ..
انتبهت منال من نومها فأذا بالمؤذن يؤذن لصلاة الفجر .
ابتسمت ووجدت عى خديها اثار الدموع فتوجهت لتتوضأ و تستقبل صديقتها صلاة الفجر .